صدام وعلاقته بالقطة السوداء

تدور الايام ويتغير الزمان وتبقى قصص صدام دون نسيان ، في احداث متغيرة  وسنوات متبعثرة دائما تطفو على سطح الاحزان صورة واقعية من جرائمه المدوية بحق الإنسانية

بينما كنت جالسا قرب المدفئة الشتوية مع فنجان القهوة وأصوات أطفالي الصغار اشاهد احدى برامج الحوارية الخاصة بمذكرات طبيب صدام حسين الدكتور علاء بشير فقد كان يتحدث عن الطاغية بانه يتشائم من رؤية القطة السوداء

ويذكر ان الطاغية كان ينوي الذهاب لإنجاز احدى الأعمال فظهرت أمامه قطة سوداء جعلته يتراجع عن انجاز العمل وعندما سألته لماذا ؟ ياسيدي فقال اني اتشائم منها

ومع متابعتي للبرنامج ، رفعت جوالي كي اتصفح ما تناولته الاخبار واذا بعنوان خبر يمر من امام أنظاري ” العثور على رفات 155 شخصا في مقبرة جماعية جنوبي العراق اعدموا في زمن النظام المباد

فقلت مع نفسي يتشائم من القطط وهو يتغذى على رائحة دماء ، ويزهق ارواح الأبرياء ، ويكسر شوكت الأغنياء ، ويحطم قوت الفقراء متى نتنهي من هذا الداء والبلاء

عدد المقابر الجماعية التي اكتشفت من قبل مؤسسة الشهداء بلغت 205 مقبرة جماعية موزعة بين أنحاء العراق ، واذا افترضنا توزيعها على عدد المحافظات فتكون 11 مقبرة جماعية في كل محافظة في البلاد

صدام لا يختلف عن الطغات فرعون ، همان ، وهناك من يحاول ان يروي قصصه بين المجتمعات عسى ان يغير عتمة صورته السوداء والملطخة بدماء الأبرياء في اذهان المجتمع العراقي